محافظ سوهاج يكتب: التهيئة السياحية ودورها في التنمية المحلية المستدامة

يتجه العالم بخطى سريعة نحو توظيف التقنيات الحديثة في كل جزئيات العمل السياحي سواء في إعداد ونشر المعلومات السياحية ، أوترتيب وتنفيذ البرامج السياحية، أو إعداد وتأهيل الكوادر السياحية، أو تصميم وبناء المنشآت الفندقية والترفيهية للسائحين. 
ويعتبر الاهتمام بالسياحة كباعث على التنمية المستدامة مطلباً هاماً محفزاً للاستثمار في الأماكن السياحية الطبيعية والبيئية والثقافية، كما تعد التوعية بأهمية تنمية السياحة وإدارتها على نحو كفوء أحد أهم أهداف التنمية المستدامة لاستراتيجية 2030.
ويعني مصطلح التهيئة السياحية التطور والتطوير والإضافات وتجميل المناطق والمدن التي تصلح للتنمية السياحية في محافظة سوهاج من خلال تزويدها بالمرافق الأساسية العامة والمنشآت الإيوائية والخدمية والترويحية بالإضافة إلى الأعمال الهندسية المرتبطة بتنسيق الموقع مع الحفاظ المستمر على البيئة وإنشاء وتطوير المزارات السياحية وترفيق الطرق والمناطق المجاورة للمعالم السياحية بالمحافظة والعمل علي تنمية وتطوير وخلق انواع جديدة من السياحات كالمحميات الطبيعية البرية والبحرية والعمل علي خلق مناطق جذب سياحية جديدة وتوفير الرقابة المستمرة للمقومات الطبيعية والسياحية، وأيضاً مراقبة البيئة وتاثيرها علي المشروعات السياحية .
هذا الي جانب اهتمامنا بوضع الخطط والبرامج التي تهدف إلى تحقيق الزيادة المستمرة والمتوازنة في الموارد السياحية وتعميق وترشيد الإنتاجية في القطاع السياحي بسوهاج وهي عملية مركبة ومتشعبة تضم عدة عناصر متصلة ببعضها ومتداخلة مع بعضها البعض تقوم على محاولة علمية وتطبيقية للوصول إلى الاستغلال الأمثل لعناصر الإنتاج السياحي بالمحافظة وربط ذلك بعناصر البيئة وتنمية مصادر الثروة الطبيعية والصناعية والبشرية للقيام بدورها في برامج التنمية.
ويشكل المخطط التوجيهي للتنمية السياحية المحلية مرجعية رئيسية للسياسة الجديدة التي تتبناها الدولة لآفاق 2030 لخطة التنمية والتهيئة السياحية المحلية في المحافظات ، ومن ثم فهي المرآة التي تعكس لنا مبتغى الدولة فيما يخص التنمية السياحية المستدامة وذلك من أجل الارتقاء بالمنتج السياحى على الصعيد المحلي والقومي والدولي.
في هذا الاطار عملنا علي تنفيذ عدة اهداف فرعية من المخطط الاستراتيجي للتهئية السياحية بالمحافظة كان هدفنا من هذا المخطط للتهيئة السياحية بمحافظة سوهاج و تنفيذ استراتيجية صاعدة واعدة للتنمية السياحية المحلية الجديدة بمحافظة سوهاج منها :
1- ترقية إقتصاد بديل .
2- تثمين صورة المحافظة سياحياً ووضعها على الخريطة السياحية القومية والعالمية كمقصد ومزار سياحي بامتياز.
3- افتتاح متحف سوهاج القومي.
4- تطوير منطقة ابيدوس السياحية.
5- تنشيط التوازنات الكبري وانعكاسها على القطاعات الحكومية والخاصة.
6- تثمين التراث التاريخي، الثقافي والحضاري والسياحي لمحافظة سوهاج مع مراعاة خصوصية الإقليم.
7- التوثيق الدائم بين ترقية السياحة والبيئة.
كما يرتكز المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية بسوهاج على مجموعة من العناصر لعل أهمها :
– مخطط التهيئة للمحافظة كوجهة سياحية.
– مخطط الأقطاب السياحية ذات الامتياز.
– مخطط تقديم الجودة السياحية بسوهاج.
– مخطط الشراكة بين القطاعين العام و الخاص بالمحافظة.
– مخطط تمويل السياحة.
– المخطط الإستراتيجي والمستقبلي لبرامج الاعمال السياحية ذات الاولوية .
في ضوء ما تقدم فإن الهدف العام من السياسة الوطنية للتهيئة السياحية لمحافظة سوهاج وهدف التنمية السياحية المستدامة هو تحقيق استدامة الموارد التراثية والطبيعية والثقافية الوطنية بمعنى ضمان استفادة وتمتع الأجيال الحالية من هذه الموارد دون المساس بِفُرص الأجيال المستقبلية من الاستفادة بدورها من هذه الموارد. كما يقتضي هذا الهدف عدم استنزاف هذه الموارد بشكل قد يؤدي إلى المساس بقدرتها على التجدد والانتاج من جديد خاصة بالنسبة للموارد الطبيعية الهشة.
وكذلك إضفاء طابع التسيير الاقتصادي القائم على الذكاء في الانتاج والترويج والتسويق والتنافس على مستوى الأسعار والخدمة وزيادة مشاريع الاستثمار والجذب السياحي من أجل الرفع من قدرات الانتاج السياحي، مع الحرص في نفس الوقت على تثمين التراث السياحي الوطني.
كما ينبغى تحديث التشريعات والقوانين الناظمة للعمل السياحي؛ لأن ضعف هذه التشريعات يجعل منها عامل كبح وتكبيل لتطور السياحة أكثر منه عامل مُعزّز لتنافسية السوق السياحي على المستويين الإقليمي والدولي.
كما عملنا علي خلق فرص تكامل بين الاستثمار الخاص والعام في هذا المجال بشكل يُفضِي إلى تكييف الاستثمارات مع طبيعة كل منطقة وما تحتويه من تراث طبيعي وثقافي. مع ضرورة الارتقاء بالمنتج السياحي واحياء كافة أشكال السياحات الشعبوية والتراثية التي ربما قد تكون أندثرت فى الفترة الماضية كسياحة المهرجانات الشعبية والفلكلورية والتراثية والمحلية والتى تزحر بها المحافظة.
كما نعمل علي إدراج الدبلوماسية السياحية في صلب مهام الدبلوماسية الرسمية التي تمارسها السفارات والقنصليات المصرية الموزعة عبر مناطق العالم، أما فيما يخص الدبلوماسية غير الرسمية فيقع على الجاليات المصرية المقيمين في الخارج وكل المنظمات غير الحكومية ضرورة إبراز هوية مصرالثقافية وموروثها الحضاري وما تزخر به من إمكانيات سياحية في المنطقة المتوسطة .
 
 

Related posts