الجزء الثالث.. اخطاؤنا عند “زيارة المرضي”

بقلم… الشيخ السيد العباسي

لنعلم أن الزيارة تُوثق أواصر المحبة في الله ؛ وتزيد التراحم بين ابناء الوطن..
لما فيها من محبة ورحمة ورفعا لروح المرضي المعنوية التي هي من اهم الأسباب لعلاج المرضي..
ولأن المسلم ليس وحده في الدنيا انما له اسرة كبيرة وهم جميع المسلمين ..
والمواطن ليس وحده وإنما له وطن واحد متحابين فيه.. والمجتمع كالجسد الواحد اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي..
فوجب علينا التعاون علي البر والتقوي لقول ربنا سبحانه (وتعاونوا علي البر والتقوي ولاتعاونوا علي الإثم والعدوان)
فمن الخطأ…
الا نكون غير مميزين في زيارتنا لمرضانا. فمنا من يزور مريضا ولايتوضأ أو يغسل يديه قبل الزيارة مما يجعله حاملا للمكروب او جراثيم أو التلوث دون ان يدري أو يغسل يديه قبل الزياره
ومن الخطأ…
اننا ندخل علي المرضي مقطبين للحواجب (علامة للحزن) أو البكاء ونظن اننا نواسيه وحتي لو كان في النزع الأخير ممايُدخل الحزن واليأس علي قلبه..
ومن الخطأ…
الا نصف لهم دواءا من الأدوية المجربه في مثل حالته وشُفي منها المريض الا اذا كان الواصف طبيبا لانه… ولاحول ولاقوة الا بالله اصبح الكثير منا اطباء مما نزيد من سوء الحاله للمريض بجهل ويظن البعض انه من العلماء ولكن..
لكل منا تخصصه وعمله وكل مريض له علاجه ودواءه غير الآخر فعلينا السكوت..
ومن الخطأ..
اننا نسأل المريض من طبيبك ؟
وخصوص اذا رآك المريض ثقة عنده أو متعلما او مثقفا ؛ وتحاول ان تقلل من شأن الطبيب أمامه أو وصف لفلان كذا ومرض او مات..
ابدا ابدا…أو عمل لفلان عمليه وزاد تعبه او مات منها… ابدا ابدا..
هذا يدل علي جهل الزائر…وانما نذكره بأن العلاج والشفاء بيد الله لقوله تعالي (وهو الذي يطعمني ويسقين واذا مرضت فهو يشفين)
والطبيب سببا من اسباب العلاج.

ومن الخطأ الجسيم..
اننا نحسس الفقير عند الزيارة بفقره أو عجزه فمثلا..
مالي اري ملابسك متسخه. ؟
مالي اراي متاع بيتك قليلا ؟
مالي اري ؟ مالي اري. ؟
ونحرجه امام الحاضرين ويكون بهذا في شدة الحزن مما يسمع..
ونحسب اننا بهذه الزيارة نكرمه وهو يقول في نفسه ياليته لم يأتي لزيارتي ابدا..
ومن الخطأ الجسيم..
ان البعض منا يعطي للمريض مساعدة (مالا) امام الحاضرين مما يسبب له الحرج الكبير والنبي صلي الله عليه وسلم يقول في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل الا ظله منهم (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها فلاتعلم شماله ماانفقت يمينه)..
اما ان تضعها في مظروف وتعطيها له دون أن يراك احد !!
أو ترسلها له مع رجل حبيب له يوصلها له دون إحراج..
.
وختاما …
نري البعض يعلم ضيق المكان عند المريض ومع ذلك يذهب بمجموعه كبيرة اليه مما يتسبب في احراجه واحراج اهل بيته لعدم وجود مكان للجلوس عنده وكأن المريض يقوم من مرضه ليجلسهم مكانه …او يسأل آخر هوه مافيش كراسي ؟
أو المكان ضيق ويضحك وهو لايعلم اثر الكلمات علي قلب المريض من الحزن والألم
انما من المفترض ان الزيارة لتخفيف المرض والتعب وليست لزيادته
وسنكمل اخطاؤنا عند زيارة المرضي وخصوصا في المستشفيات..
والله اعلم

Related posts

Leave a Comment