وليد عمر يكتب “المرأة التي بكي صديقي من أجلها”

[ad id=”66258″]

ما أروع الإنسانية وفطرة الحب ودين الرحمة حين تتجسد في كيان يوصف ويوصم بالعجز والضعف والوهن وأنه غير قادر علي فعل مهام ومجهود الرجال أصحاب الفكر الحاذق والمهام الشاقة والعضلات المفتولة البارزة ، عجيبة الدنيا وعجيب الزمن وصادق القدر حين يصرخ في وجه الشباب و معشر الرجال ويقول لهم إن هناك نساء قادرين علي أن يفعلوا ما يعجز عنه ألوف الرجال من بني البشر ، فالقصة التي سردها لي صديق العلم والمعرفة صاحب الفكر الإنساني المستنير لم تكن ابدا كلام مرسل ولم تكن مجرد دموع للفضفضة والشفقة علي حال البلاد والعباد ممن سائت بهم الظروف والأقدار المؤلمة بل كانت دموع رجل صادق يريد أن يجعل من هذه المرأة رمزا وأيقونة فخر كي تحتفي وتبتهج به كل نساء الدنيا لأن هذه المرأة قالت كلمتها وخطت بأفعالها أروع ما يجب أن يكتب ويسطر في سجلات الإعجاز والتضحية .

[ad id=”1177″]

فالمرأة التي تصبر وتحتسب وتتكفل برعاية أولادها ونفقات بيتها والإعتناء بزوجها والصبر علي مرضه العضال هي بدون شك مخلوق ملائكي وإستثناء لأهل الفضيلة والتقي ، فكيف لأمرأة في هذا العصر المتهاوي الأخلاق والقيم الجاهل برسالة الخلق والتعبد أن تؤتي كل هذا الفيض من العلم والتدين وعبادة الله حق عبادته بيقين ثبات وإيمان راسخ في الزهد و المعرفة فهي التي تحمل زوجها علي ظهرها وتنزل به من الدور الرابع كل يوم صعودا وهبوطا لأنه مريض بداء الفشل الكلوي ويحتاج إلي الغسيل يوميا وهي التي ترعي صغارها وتطعم زوجها وتطبب دائه وتداوي جراحه بالحنان والإهتمام والكلمات الطيبة وهي التي ترمي كل ملامح الأنوثة خلف ظهرها وتنزل سوق العمل كي تدبر شئون بيتها وما يحتاجه الزوج والأولاد من غذاء وكساء وهي التي ترسم البسمة والأمل علي وجهها وتتكلم بعزة نفس وثقة دون إنكسار أو إعتراض علي حكم الله ومشيئته حتي حين سألها المذيع أو من يحاورها ماذا تريدين يا ( هبة ) قالت لا أريد شيئا لي ولا لأولادي أريد فقط كرسي متحرك لزوجي أحمله عليه كلما ذهبت به للمستشفي ،

[ad id=”1177″]

فالله درك يا هبة يا أمرأة عرفت كيف يكون الحب وكيف تكون علاقة العبد بربه واصله إلي أبعد مدي ومنتهي فلا شغلها نقاب وخزي وتستر عندما تهم بحمل زوجها علي ظهرها ولا شغلها حقوق فراشية وزينة و هدايا عينية و عطاءات محبة كما يفعل نساء اليوم ولا شغلها رأي المجتمع بكل أرائه المبتذلة وثقافته المتعفنة ولا شغلها قول الفقهاء والأئمة في خروج المرأة من بيتها وحرمة ظهورها وكيف أنها قبلة للشهوة ومقصد للهوي والفتن ولا شغلها همس الشيطان وبكائه علي حظها العثر من قسمة الدنيا ونصيب المتع الزائلة لم يشغلها ولم يثنيها أي شئ عن ما تقوم به طيلة ست سنوات صعبة قاسية ، حقا أقل ما يقال عن هذه المرأة وهذه الهبة أنها الأم والزوجة البارة الحنونة الزاهدة العابدة حفظك الله يا هبة وجزاكي الله خير الجزاء عن كل ما تفعيله مع زوجك وأهل بيتك وأسرتك ،،،،،،،

Related posts