طقوس رمضان في مصر يختلف عن طقوس العالم بنكهة الانتصارات.

كتب/#عبدالحميدشومان
منذ بداية شهر رمضان المبارك وبدأت مع قرائي سلسلة تتضمن طقوس شهر رمضان المبارك في دول عديدة وهم تسع دول بعدد الأيام التي مضت منها دول آسيوية ومنها الأفريقية وعما لم ابدأ سلسلة هذه الطقوس بمصر حتي هذا اليوم المبارك العظيم يوم العاشر من رمضان حيث الرحمات الربانية والانتصارات علي الصهاينة في مثل هذا اليوم منذ45عاما… لذا هو رمضان بنكهة الانتصار.
فمصر لها طابع خاص في الاحتفال بشهر رمضان المبارك فئاته مختلف تماما عن أي مكان.. ومن لم يقضي رمضان في مصر فعليه أن يسعي ليتعرف علي مصر في رمضان .

• السهر للصباح، وامتلاء الشوارع والحارات بالزينة أهم معالم رمضان في مصر.

• الياميش والخيام المتراصة على كل جانب تمتليء بالفوانيس وصانعي الكنافة والقطائف، كل شيء في مصر يؤكد أننا في شهر مختلف.

• موائد الرحمن لا تترك جائعًا بلا طعام، أو فقيرًا يعاني الحرمان.

لذا رمضان له مذاق مختلف ويكسي هذا المذاق المختلف العادات الأصيلة التي تبادلها أهل مصر وشبوا عليها منذ مئات السنين، وتلاحم الناس وكأنهم أسرة واحدة كبيرة، هي التي تكسي هذه الأجواء الحميمية، وهذه النكهة التي تكاد تشم رائحتها، فبمجرد أن تأتي البشارة، ويظهر الهلال في كبد سماء مصر، تتحول الشوارع إلى احتفالية كبيرة، ومائدة متسعة من الحب والتآخي والتراحم، وتَزدحم بتجار الياميش، والفوانيس، وصانعي الحلوى من الكنافة والقطائف، ففي كل طريق وعلى كل جانب، لا بد أن تقع عيناك عليهم وعلى تشابُك زينة رمضان، التي يعد لها الشباب الصغير قبل قدوم شهر رمضان بأسابيع، فتجدهم يطرقون كل الأبواب؛ لتسمح لهم الأُسر بتعليق زينتهم، فتمتد بطول الشوارع، يتوسَّطهم (فانوس) كبير صنعوه على مهلٍ متشاركين، وتنتشر هذه الظاهرة خاصة في الأماكن الشعبية؛ لتزرع الفرحة في القلوب، والطابع الخاص بشهر ينتظره الجميع، ويترقبه بشغف الصغير والكبير؛ لاستعادة الذكريات الجميلة، والأجواء الدافئة المليئة بالرحمة والإيثار والتآخي.

وفي مصر من المستحيل أن تجد في هذا الشهر الكريم فقيرًا جائعًا، فموائد الرحمن التي يُقِيمها الأغنياء تنتشر في كل مكان، ولا تترك مدينة أو قرية أو حارة، ويجلس عليها الفقير والمسافر والذي لم تُسعفه العودة إلى البيت، فيجد عليها الطعام والصحبة والأهل.

وأبرز ما يُعرف به رمضان هذا الشهر الكريم في مصر، هو: السهر حتى ساعات الفجر الأولى، فتمتد السهرات والجلسات بين الأصدقاء والمعارف، وتبادل الزيارات، فتجد الليل موصولاً بالصباح حتى يؤذن الفجر، وتجد المساجد عامرة بالمصلين والروحانيات عالية، وكلٌّ يسابق لختْم القرآن الكريم.

ومن أشهر المساجد التي تزدان بالأنوار في هذا الشهر الفضيل: مسجد الحسين – رضى الله عنه -، فيكون أول المساجد التي تتلألأ مآذنه بالأضواء، وتعِجُّ ساحاته بالزائرين والمصلين، كذلك (قهوة) الفيشاوي الشهيرة بالحسين؛ حيث تحلو السهرات، ويرتادها الكثير من السائحين من كل مكان يستمتعون بالأجواء الخلاَّبة وطيبة المصريين ووُدِّهم، كذلك تتلألأ أنوار مسجد الأزهر الشريف.

أما مسجد عمرو بن العاص، فيكون كامل العدد كل يوم في صلاة التراويح، حتى تأتي ليلة القدر، فيَصل الزحام مداه، فتغلق الشوارع حوله، ويمتد المصلون؛ ليملؤوا كل الساحات والشوارع المحيطة، وتُرفع حالات الطوارئ؛ حيث يأتي المصلون من كل أرجاء مصر منذ الصباح الباكر ومعهم فطورهم لحجز أماكنهم، وحين تأتي صلاة التراويح يصدح صوت الامام ويملأ الأجواء والأرواح، ويوصلنا بالسماء.

أما (المسحراتي) – والذي كان أهم ما يميز ليل رمضان – ففي سنوات سابقة كان يطوف الحارات والشوارع يطرق على طبلته؛ ليُوقظ الناس، مناديًا كل شخص باسمه: “اصحَى يا نايم، اصحَى يابو محمد، اصحَى يابو إسماعيل، اصحى وصحي النايم”، فيستيقظ من كان نائمًا، وينزل الأطفال بفرحةٍ يحملون فوانيسهم التي أشعلوها بأنوار شموعهم -قبل أن يحل الفانوس الصيني محل فوانيسهم الآن – ويطوفون الشوارع القريبة وراءه مُردِّدين ما يقول بسعادة بالغة: “اصحى يا نايم، وحِّد الدايم، رمضان كريم”.

ولكن ربما لم يعد المسحراتي يشق الليل بصوته الآن، إلا في بعض الحارات القديمة.

وعن أهم الأطباق على مائدة رمضان، فهي شهية ومتعددة، أهمها:

طبق الفول التي تحرص عليه كل أسرة – وخاصة في السحور – والزبادي، والكنافة، والقطائف ألذ وأشهر ما تقدِّمه الأسر في رمضان، وتتبارى الأمهات في وضع بصمتها وإبداعاتها على هذه الأطباق التي تطوف البيوت، كلٌّ يُهدِي مما صنع في مشهد يدل على الحب والتآخي والود الجميل، الذي تمتاز به مصر في هذه الأيام الفضيلة.

وبانطلاق مدفع الإفطار الذي يرجع تاريخه إلى عهد محمد علي، والذي ما زال السمة الأساسية التي تميز الإفطار؛ حيث يلتف حوله الصغار، وما أن ينطلق، فينطلقوا هم إلى بيوتهم فرحين به وبإفطارهم.

وعن أجمل ما يفضله المصريون في رمضان هو طبق الفول اللذيذ، فهو الطبق الأساسي على مائدة السحور، وكذلك الزبادي للهضم والطُّرْشِي بأنواعه؛ فلا تخلو مائدة سحور من هذه الأنواع الثلاثة، وكذلك الفول؛ لأنه (يصمد) معنا للإفطار.

واما اهم اصناف الحلويات التي تعبر عن رمضات فهي الكنافة التي يحرص الرجال علي أن تصنعها السيدات بالمنازل بكميات كبيرة بالطبع لاهداء أطباق منها للجيران ولا ننسي مالفرق الأساسي للكنافة قهي كذلك القطائف التي يُقبِل عليها الصغار والكبار والاسم في رمضان ملتصق فإذا ذكرت الكنافة فورا تلحق بالقطايف.

فقد اعتاد معظم الرجال وخاصة الشباب أن يفطروا أول يوم إفطار عند أمهاتهم حيث لمة العيلة والشعور والأُلفة وهنا تتسابق زوجات الأبناء لتقديم الطعام، وجعل اليوم الأول لرمضان له طعمُ مختلف، مليء بالرحمة والبهجة والذي المأكولات من المحاشي بانواعها والطواجن والبط الرومي والحلويات اللذيذة إنه شهر الخير و”اللمّة”.

أما عن ميزانية رمضان فبركة الرحمن يمر علي الغني والفقير فنجد الزوج يدخر باقتطاع جزء من الراتب على عدة أشهر لسد حاجة رمضان؛ حيث تتضخم فيه الميزانية وأيضا هناك زوجات تبدأ الجمعيات لمصابي رمضان وجلب ملابس العيد..و سبحان الله – يمر الشهر ببركة الرحمن.
ليت كل الشهور رمضان.

أجمل ما في رمضان تلك الاحتفاليات التي نراها في كل مكان في الشوارع، وتلك الرحمة التي تتدفق في القلوب، وموائد الرحمن التي من أعلى مظاهر التكافل الاجتماعي، وامتلاء المساجد بالمصلين.

رمضان الذكريات:
من ليس له ماضي ليس له حاضر
رمضان في مصر قديمًا كان أجمل ما يميزه: ابتهالات الشيخ طه الفشني، والشيخ نصر الدين طوبار، وصوت عبدالباسط، والشيخ محمد رفعت، وأحاديث الشيخ الجليل محمد متولي الشعراوي، أما الآن، فالشيوخ الشباب أيضًا لهم أصوات جميلة، لكن نحن جيل نعيش على الذكريات ولذلك الإذاعة المصرية تعيشها هذه الأجواء ونجله جميعا حول الراديو وإذاعة القرآن الكريم لستم الي الشيخ محمد رفعت.

الصواريخ والبُمب

الأطفال يجمعون مصروف لشراء البمبي والصواريخ ويلعب من أصدقائهم بعد الإفطار. .ودائما الأمهات تحذر أطفالها من ألعب بهما حيث أن تلك الألعاب تشكل خطورة.. ولكن رغم خطورتها بها مذاق رمضان.

غافل مَن يضيعه:

وعلى الرغم أن رمضان حافل بالعزومات بالمطبخ وكثيرا من السيدات يعملن إلا أنهن يحرصن على ختم القرآن وأيضا يخفون الأولاد والبنات علي الخروج يوميًّا لصلاة التراويح مع الأب ويحرص الشعب المصري علي قيام الليل ولا ينام إلا بعد السحور وصلاة الفجر، إنه شهر النفحات والرحمات، فغافل مَن يضيعه.

وعن الجمعيات الخيرية ونشاطها في رمضان، فهي عديدة وممتدة بطول مصر، وفي جميع المحافظات، وتَزداد هبات المصريين وصدقاتهم لهذه الجمعيات، وخاصة في رمضان .. كما أن للقوات المسلحة دور كبير في هذا المجال حيث توزع كراتين تحيا مصر علي كافة المحتاجين.
ويزيد مع هذا للقس الجميل من الروحانيات والقضائي أن هذا الشهر شهر الانتصار لمصر بل للأمة الإسلامية جمعاء حيث جاء يوم العاشر منال رمضان يوم قام الجيش المصري العظيم بضرب إسرائيل ضربة موجعة حتي استرد مصر ما إحالته إسرائيل من أرض سيناء الحبيبة.. منذ 45 وأربعين عاما في مثل هذا اليوم عام 1973..اتخذت القيادة المصرية قرار الحسم والقطع فبعد هذا اليوم لا لإسرائيل قدم تطل سيناء.. كما نحن في رمضان 2018 يقوم الجيش المصري بعملية سيناء2018 للقضاء علي براثن الإرهاب الأسود. . وهو لا يفرق كثيرا عن تطهير سيناء من الصهاينه.. بل إن الحرب علي الإرهاب أصعب من حرب الصهاينة…ولكن في رمضان لا صعب بفضل شهر القرآن والخيرات والنفحات. 
ويختتم البيت المصري شهر رمضان بلة كعك العيد… واصرف ياسي عبدالحميد.

Related posts