العربية بين الإعلام و التاريخ

 

 

 

 

 كتب محمد الشريف 

 

ظهر الإعلامي الذي استضاف السفير الصهيوني في منزله بإحدي قرى مصر المحروسه علي قناة العاصمه بثلاث ساعات تقريبا ,, ليتحدث إلي المشاهدين لأنه وجد هو و رئيس مجلس إدارة القناة ضرورة ظهوره مرة اخري بصفته مقاتل و أن  ظهوره  ضرورة  ( لتعويض )  النقص التوعوى الإعلامي

و تعمدت القناة أخفاء لقب دكتور الذين أدين بسببه و اعترف مؤخرا أنه تهمة ألصقها الجمهور به و أنه لم يدعيها أو يعمل في جهة بموجبها

كعادته كال الإعلامي الإتهامات لمشاهديه بأنهم قوم كغيرهم من العرب لا يقرأون و لا يطلعون علي الحقائق ( كما يفعل هو )

ثم بدأ بالحديث عن العرب و النبي اسماعيل و ابراهيم عليهما السلام . و في اطار حديثه عن ذلك أتهم العرب بأنهم لم يتعلمو القراءة و لا الكتابة إلا بعد عصر النبوه !

فهل هذا صحيح ؟؟

نود القول بداية أن ما نورده الآن ليس هجوما و لا دفاعا لأحد , وهو ليس دفاعاً مني أيضا عن العرب و إنما عن تاريخ العرب الذي انتمي إليه من جهة و تسليط الضوء عي اصل المعرفة من جهة  أخري و مدي جهل وضحالة البعض المسؤول عن تسفية العقل و تزييف الحقيقة , و هوأيضا واجب نضالي تجاة محاولة المستعمر الصهيوني و أتباعه ووقف زحفهم علي العقل العربي 

و أن اللعة العربية بشكلها المعاصر قد مرت بعدة مراحل تاريخية , نمت و تطورت فيها إلي أن وصلت إلي شكلها الحالي ,  كأي لغة يتحدث بها اهل الأرض ,

فعندما حاول الإنسان تسجيل الأحداث قبل أن يعرف الكتابه استخدم مخيلته في التصوير و اشار الي ماأراد برسم الصوره , لذلك سميت المرحله بالمرحلة التصويرية , ثم تلتها مرحلة رمزية , إستخدم فيها الرموز للتعبير عن الكلمة ثم المرحلة الصوتية التي أسست فيما بعد لنطق المكتوب و قواعده ثم المرحلة الأبجدية و استخدام الأحرف .

و اللغة العربية هي إحدي اللغات السامية التي تفرعت للغات أخرى .

و العربية نفسها تنقسم إلى عربية بائدة وقد وصلنا منها النقوش الصفوية و الثمودية نسبة إلي قوم ثمود و عاد و اللحيانية ومنها المقلقل و المتأتأ و ويشير ذلك إلي الحرف الاخير المشترك في الكلمات و التى اشار إليها عميد الأدب العربي طه حسين في كتابه النحل في الشعر الجاهلي و تبعه الدكتور شوقي ضيف في مؤلف آخر بعنوان الشعر الجاهلي ,  و لغة عربية باقية وهي التي نستخدمها اليوم .

وتشير المراجع الي نشأة الكتابة العربية , فمنها من يعتقد أنها توفيق من الله , و منها من يقول أن أول من وضعها رجل من يخلد , يدعي النضر بن كنانة , ويقول ابن عباس إنه إسماعيل أول من نطق بها وكتبها و منهم من يقول , أنهم ثلاثة ( مرامر بن مزه و أسلم بن سدرة , و عامر بن جدره )

وأجمع المستشرقون الباحثون مع كثير من العرب أن الخط العربي نشأ من الخط النبطي و الأنباط هم قبائل عربية نزحت من شبة الجزيرة العربية لبلاد الشام و منهم الذين ينحدرون من أوصل عربية في سوريا و فلسطين , و الأردن , و إن كان يهمنا مكة و المدينة تحديداً لكونها مركزا ً للتاريخ الإسلامي الذي يعزي إليه تعليم العربي الكتابة و القراءة كما يدعي البعض , فقد دخل فيها كما قيل بواسطة حرب بن أمية بن عبد شمس , عن بشر بن عبد الملك , شقيق أكيدر بن عبد الملك صحاب دومة الجندل في العراق , و يذكر أن بشر نزل إلى مكة مع حرب إبن أمية و تزوج الصهباء بنت حرب أخت أبي سفيان , و بذلك تعلمت قريش الكتابة و القراءة و قيل أن أهل العراق تعلموا عن أهل الأنبار الذين تعلموا عن طيء الذين تعلموا من كاتب الوحي لسيدنا هود عليه السلام , الخلجان بن موهم .

وقد دخل الرسول الكريم محمد صلي الله عليه و سلم المدينة المنورة بعد الهجرة إليها و وجد فيها مؤسسة تعليمية صغيرة , فقد وجد فيها ما يشبة الكتاب , فقد كان فيها يهوديا يعلم أطفال المدينة القراءة و الكتابه ,

وللأمر تفاصيل كثيرة مفادها أن القراءة و الكتابة دخلت علي العرب كغيرهم من الأمم التى تسبقها حضارة و معرفة ولما تكن شائعة فيهم كما لم تكن شائعة بهم و لا يعني نفيها أو ندرتها كما يدعي البعض , وربما حتى يومنا هذا في بعض المناطق من العالم الحديث , و ربما بعض هؤلاء الذين يشيعون التزييف كصاحبنا هذا مقدم البرنامج الجهول .

Related posts